العلاقة بين العقل والأمعاء: كيف يؤثر جهازك الهضمي على صحتك النفسية؟
خلال السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بالبحث في العلاقة العميقة بين الأمعاء والدماغ، خصوصًا بعد ظهور دراسات قوية تشير إلى أن الصحة النفسية لا تبدأ من الرأس فقط، بل من البطن أيضًا.
وكتاب “علاقة العقل بالأمعاء” للدكتور عمران ماير يقدم نظرة علمية واضحة حول كيفية تأثير البكتيريا النافعة في أمعائنا على المزاج، التركيز، النوم وحتى اتخاذ القرارات.
في هذا المقال سنتعرف على أبرز ما جاء في هذا المفهوم الحديث، وكيف يمكن تحسين صحتنا النفسية عبر الاهتمام بأمعائنا.
ما هي العلاقة بين الأمعاء والدماغ؟
يعتمد التواصل بين الأمعاء والدماغ على شبكة معقدة تعرف باسم العصب المبهم، وهو الطريق الذي يربط الهضم بالوظائف العقلية.
وتُظهر الأبحاث أن الأمعاء تحتوي على أكثر من 100 مليون خلية عصبية، مما يجعلها تُعرف بـ العقل الثاني للجسم.
هذا التواصل يعني أن:
- أية اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤثر مباشرة على العقل.
- وأي ضغوط نفسية تؤثر فورًا على حركة الأمعاء.
وهذا يفسر لماذا نشعر باضطرابات في المعدة عند التوتر، أو نفقد الشهية عندما نكون قلقين.
البكتيريا النافعة ودورها في ضبط المزاج
داخل الأمعاء تعيش مليارات البكتيريا المفيدة التي تشكل ما يسمى بـ الميكروبايوم.
هذه البكتيريا ليست مسؤولة فقط عن الهضم، بل تلعب دورًا مهمًا في:
- إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين
- تقوية المناعة
- تقليل الالتهاب
- تحسين جودة النوم
- حماية الدماغ من التوتر
عندما يقلّ عدد هذه البكتيريا الجيدة بسبب غذاء سيئ أو ضغوط مستمرة، يبدأ العقل بتلقي إشارات سلبية ينتج عنها:
- مزاج منخفض
- قلق
- توتر
- ضعف في التركيز
لماذا يبدأ القلق والإجهاد من البطن؟
يوضح كتاب علاقة العقل بالأمعاء أن جذور القلق ليست نفسية فقط، بل هضمية أيضًا.
فعندما يكون هناك خلل في التوازن البكتيري داخل الأمعاء، تبدأ بالتواصل مع الدماغ عبر إشارات تسبب:
- انزعاج
- سرعة انفعال
- تقلبات مزاجية
- اضطرابات نوم
وقد أثبتت الدراسات أن أكثر من 70% من السيروتونين يتم إنتاجه داخل الأمعاء وليس الدماغ، ما يؤكد أهمية صحة الجهاز الهضمي في استقرار الصحة النفسية.
كيف تحسن صحة أمعائك لتحسين عقلك؟
1. تناول أطعمة تعزز البكتيريا النافعة
- الشوفان
- الأطعمة المخمرة
- الزبادي الطبيعي
- الخضراوات الورقية
- الفواكه الغنية بالألياف
2. تجنب المسببات التي تضعف الميكروبايوم
- السكريات العالية
- الوجبات السريعة
- الأطعمة المصنعة
- المشروبات الغازية
3. مارس الرياضة بانتظام
فالنشاط البدني يحفّز نمو البكتيريا المفيدة ويقوي التواصل بين الأمعاء والدماغ.
4. احرص على نوم جيد
قلة النوم تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الهضمية وتزيد الالتهابات.
5. سيطر على التوتر
من خلال التأمل، جلسات التنفس، أو قضاء وقت في الطبيعة.
لماذا يُنصح بقراءة كتاب “علاقة العقل بالأمعاء”؟
لأن الكتاب يقدم:
- شرحًا علميًا مبسطًا يناسب الجميع
- أمثلة واقعية لفهم العلاقة بين الهضم والمزاج
- نصائح عملية لتحسين الصحة النفسية عبر الغذاء
- نظرة جديدة للصحة كمنظومة واحدة لا يمكن فصلها
ويُعد مناسبًا لكل شخص يعاني من:
- قلق
- ضغط نفسي
- مشاكل هضمية
- نقص الطاقة
- تقلبات مزاجية
الخلاصة
إن الاعتناء بالأمعاء ليس مجرد خطوة لتحسين الهضم، بل هو مفتاح لصحة عقلية أفضل.
فالعلاقة بين العقل والأمعاء علاقة حقيقية أثبتها العلم، وتؤثر على كل تفاصيل حياتنا اليومية، من التركيز إلى النوم وحتى الشعور بالراحة النفسية.
الاهتمام بنمط الحياة والغذاء المتوازن هو الطريق الأساسي لتحسين أداء أمعائك… وبالتالي عقلك.




